نوفمبر 11، 2011

الإسلاميون قادمون...




القضية المُؤَرِّقة، في العالم العربي،ليست في الاختلاف بين إسلاميين وعلمانيين،إذ أنّ هذا الاختلاف يُمكِنُ حسمه بتكريس الاحترام المتبادل بين الطرفين والتعايش بين فرقاء في وطن واحد أحدهما يدفع لحضور الإسلام في الحياة العامّة ويُمثِّل أغلبيّة والثاني يُلِحُّ على اعتبار الدين،الإسلام أو غيره،مسألة شخصيّة تهُمُّ الفرد لا المجتَمع ولا الدولة ويُمثّل هذا الطرفُ الثاني أقلّيّةً...إنّما القضيّة المؤرّقة،حقا،هي في هذه الأغلبية المسلمة التي تختلف مذاهبها ومشاربها وقراءتها للإسلام ولعلاقته بالحكم والحياة العامة في القطر العربي الواحد فالوطن العربي الكبير فالعالم الإسلامي الأكبر...ثمّة مشاريع إسلامية متعدّدة ومتباينة ومتنافرة،بل،غالبا،ما تكون متصارعة ومتباغضة تُكِنّ لبعضها البعض العداء وتتبادل التّهم بالتكفير...على أنّه وجب التشديد على أنّ تشخيص هذا الواقع للتيارات الإسلامية المتنافرة غير معزول عن بيئته التي خضعت لأنظمة حكم عربية شموليّة دكتاتورية متخلّفة عمّرت على امتداد قرون ،وما تزال،بعضها وظّف الدين الإسلامي في تكريس الحكم الاستبدادي السالب للحرّيّات الفردية،وبعضها الآخر اعتمد علمانية غير ديمقراطيّة ومستبدّة...في الحالتين ثمّة استبداد حكم لمجتمعات عربيّة ذات إرث إسلامي بقي متوهِّجا في الوجدان الشعبي وأنتج رؤًى مختلفة تبلورت في أوضاع متردّيّة وبفكر يعكس إفرازات تلك الأوضاع والظروف... اليوم،ونحن نعيش وضعا جديدا يتشكّل من خلال ما سُمّيَ بـ"الربيع العربي" الذي يُبَشّر بالقطع مع الاستبداد واستهلال عهد الحرية والديمقراطية - اليوم،التحدّي المطروح هو:هل يُمكن التعويل على مناخ الحرية/الديمقراطية لإدارة حوار هادئ بنّاء بين إسلاميين يحملون فكرا متشدّدا وآخرين حداثيين؟...(جمعة الشاوش) 

فيما يلي قراءة بعين أجنبية لواقع الحال العربي
http://www.marebpress.net/news_details.php?sid=37725#.Tr19N5U6kDk.blogger