رجاء بن سلامة: تونس لن تتحول إلى دولة إسلامية
|
|||||
21/11/2011 | |||||
الباحثة التونسية تقول إن بلادها
تتجه نحو 'نظام تعدّدي ديمقراطيّ'، وتؤكد أن النهضة لن تستطيع تغيير قوانين
البلاد على نحو معاكس لمنظومة حقوق الإنسان.
|
|||||
ميدل ايست أونلاين:http://www.middle-east-online.com/?id=120769
|
|||||
تونس – من حسن سلمان
|
|||||
استبعدت
باحثة تونسية قيام دولة إسلامية (ثيوقراطية) في تونس بعد فوز الإسلاميين
بحوالي نصف المقاعد في انتخابات المجلس التأسيسي الأخيرة.
وقالت
الدكتورة رجاء بن سلامة لـ"ميدل إيست أونلاين" إن فوز حركة النهضة بنسبة
41 بالمئة في الانتخابات يعود إلى "تشتّت الأصوات بين مختلف الأحزاب
اليساريّة واللّيبراليّة والقائمات المستقلّة التي مثّلت نسبة 40 بالمئة"،
إضافة إلى رغبة التونسيين بالقطع نهائيا مع نظام استبدادي استمر لربع قرن.
وأكدت
ظهور طبقة سياسيّة جديدة في تونس "ممّا يدلّ على أنّ الأمر يتعلّق بثورة
حقيقيّة أكدتها نتائج الانتخابات كما أكّدها مسار الانتخابات ونوعيّتها.
لكنّ هذه الطّبقة السّياسيّة الجديدة لن تعصف بمؤسّسات الدّولة".
وأضافت
"سيكون من الصّعب على حزب النّهضة أن يتحوّل إلى حزب حاكم وحيد كما كان
الشأن بالنّسبة إلى التّجمّع الدّستوريّ الدّمقراطيّ. لم يعد ذلك ممكنا،
وعلى كلّ المحلّلين أن يتركوا السيناريوهات الجاهزة المسبقة وان يحاولوا
قراءة الواقع التّونسيّ بأعين جديدة".
وكانت وزيرة
الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اكدت ان الولايات المتحدة مستعدة
للتعاون مع الاسلاميين الذين فازوا في الانتخابات التونسية، معتبرة ان
"الاسلاميين ليسوا جميعهم سواسية".
وقالت في كلمة امام
مركز الدفاع عن الديموقراطية "ان دي آي" إن "على المسؤولين عن حزب النهضة
ان يقنعوا الاحزاب العلمانية بالعمل معهم"، مضيفة ان "اميركا هي ايضا ستعمل
معهم".
وتقول بن سلامة "أعتقد أنّ نسبة هامّة ممّن
صوّتوا للنّضهة ليسوا من أنصار الإسلام السّياسيّ. وربّما تمّ توظيف قضيّة
شريط برسبوليس سياسيّا بحيث شعر الكثير من التّونسيّين أنّ عقيدتهم
وتوحيدهم بالذّات أصبح مهدّدا. ربّما لو عرض الشريط نفسه في سياق آخر،
وبإثارة إعلاميّة أقلّ لما أثار الضّجّة التي أثارها".
ويبدي
بعض المراقبين تخوفهم من انحسار الفكر العلماني مقابل مد إيديولوجي إسلامي
بعد فور حركة النهضة وأثر ذلك على التقاليد المدنية الراسخة منذ نصف قرن
في تونس.
لكن بن سلامة ترى أن الوقت قد حان للتخلي عن
التحليلات الثنائية التقليدية من قبيل "إسلامي مقابل علماني"، مشيرة إلى أن
"التيار الإسلامي نفسه آخذ في التعلمن" وليس العكس.
وتضيف
"لو نظرنا إلى برنامج حزب النّهضة كما أعلن عنه اثناء الحملة الانتخابيّة،
ولو نظرنا في خطابات قياديّيها المطمئنة عموما إثر الانتخابات، لرأينا
أنّه حزب في طور التّعلمن أو يشقّ طريقه نحو صيغة من صيغ التّعلمن. بل إنّ
بعض قياديّيه صرّح في إحدى القنوات أنّ حزب النّهضة علمانيّ".
وتشير
إلى أن "رسوخ التّقاليد المدنيّة في تونس وحيويّة المجتمع المدني مثّلا
إطارا لحركة النّهضة، نشأت فيه وتأقلمت معه. ونحن في انتظار الآتي، وأرجو
أن تتكوّن قوى الضّغط الضّروريّة حتّى لا تحيد الأطراف السّياسيّة عن مبادئ
الثّورة، وهما الحرّية والمساواة".
ويبدأ المجلس
التأسيس أولى جلساته الثلاثاء، وتتلخص مهمة المجلس في وضع دستور "الجمهورية
الثانية"، والاشراف على السلطات التنفيذية حتى تنظيم انتخابات جديدة في
ضوء فصول الدستور التونسي الجديد.
ودعا عدد من خبراء
القانون الدستوري في وقت سابق إلى "ضرورة صياغة دستور مدني يضمن الحريات
الأساسية وينظم علاقة الدولة المدنية بالمجتمع ويضمن الفصل الكامل بين
السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية".
وأكدوا
في تصريحات صحفية على ضرورة أن ينص مشروع الدستور الجديد على التعددية
الفكرية والسياسية بما يحول دون إعادة منظومة الاستبداد في البلاد.
وترى
بن سلامة أن تونس تتجه نحو "نظام تعدّدي ديمقراطيّ"، مشيرة إلى أن حركة
النّهضة ستكون "حزبا محافظا يمثّل قوّة هامّة، لكنّه لن يكون الحزب الأوحد،
ولن يمثّل الأغلبيّة المطلقة أيضا".
وتضيف "لن يتسنّى
له تغيير قوانين البلاد على نحو معاكس لمنظومة حقوق الإنسان، لكنّه سيسعى،
ككلّ القوى المحافظة، إلى التأثير في أخلاق النّاس. وهذا أمر لا مناص منه".
|
قال أن الثورة التونسية ليست قابلة للتصدير الغنوشي يؤكد من الجزائر أن حمادي الجبالي هو من سيتولى رئاسة الحكومة
كمال زايت
2011-11-20
![]() |
وأضاف الغنوشي في تصريحات صحفية أدلى بها في مقر حركة مجتمع السلم الجزائرية (إخوان) أن زيارته إلى الجزائر جاءت بدعوة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي قال بأنه عرفه أيام هجرته إلى الجزائر هربا من قمع النظام التونسي السابق، وأن علاقتهما ظلت متصلة.
وأشار إلى أن هناك اتفاق حول رئاسة الحكومة للنهضة ورئاسة الدولة للمؤتمر ورئاسة البرلمان للتكتل في اللمسات الاخيرة، وأنه لم يتبق إلا بعض التفاصيل بخصوص توزيع الحقائب الوزارية، معربا عن تفاؤله بقرب التوصل إلى اتفاق مع الحزبين اللذين تحالف معهما.
وأعرب الغنوشي عن سعادته لزيارة الجزائر التي تعتبر أول بلده يزوره، مؤكدا على أنه مثلما كانت الجزائر أول محطة هاجر إليها من بطش النظام التونسي، فإنه من الطبيعي أن يزورها مباشرة بعد تحقيق حركة النهضة للانتصار في الانتخابات.
وأوضح أن تونس تستشرف طورا جديدا من أطوار ثورتها، توشك على تدشين مرحلة مهمة من ثورتها، وأن تونس ظلت تأمل منذ مائة سنة في رؤية برلمان تونسي يعبر عن إرادة الشعب التونسي، وأنه بعد يومين سينعقد أول برلمان أو أول مجلس تأسيس يعيد بناء الدولة على أسس صحيحة ديمقراطية بدون تدجين أو إقصاء.
وأكد على أن المجلس ستنبثق عنه حكومة ائئلافية تقودها النهضة بتآلف أو تحالف مع حزبين مهمين مناضلين، هما المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يقوده منصف المرزوقي وحزب التكتل الذي يرأسه مصطفي أبي جعفر، مشددا على النهضة ناضلت مع هذين الحزبين ضد الديكتاتورية، وجمعت بين قيادات هذه الأحزاب السجون والمنافي، و وتوافقنا على مشروع مجتمع، عبرت عنه حركة 18 أكتوبر/ تشرين الأول، وأن هذا التحاف يأتي تتويجا لتلك النضالات.
وأكد على أن زيارته للجزائر تأتي للاستفادة من تجربة هذا البلد، الذي لديه سبق في العمل السياسي الديمقراطي، مشددا على أن تونس اليوم مفتوحة لكل أبناء هذه الأمة والخيرين في العالم، لم يبق اليوم مجال لنظام بوليسي طالما أزعج الزائرين، ويسأل هذه عن لبساها وهذا عن ذقنه.
وأوضح أن ثورة تونس ليست للتصدير، لأن تونس بلد صغير، وإذا كان لابد من تصدير الثورة، فليس للجزائر، لأن كل ما فيها يعبر عن الثورة، وكل شوارعها وساحاتها العامة باسماء شهداء ثورة التحرير.
وأوضح أنه إذا كان هناك شيء يمكن تصديره هو النموذج، بما يدرأ عن الإسلام صفة الإرهاب والتعصب والتطرف ومعاداة الديمقراطية والفنون الجميلة وكل خير، مشيرا إلى أن حركة النهضة تدخل طريقا ليس لها فيه تجارب، والتجارب السابقة ليس مغرية رغم أنها اتسمت بالإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق